فإن الأتراك بعد الاضطرابات التي ستسقط خلافة بغداد (سنة 1258) تشتد شوكتهم فينتشرون من شرقي جبال الأوليمب في وادي سنغاريوس حيث يقيمون ويزحفون إلى القارة الغربية، ويساعدهم على انتشارهم هذا أن الأسرة المالكة
53
بعد أن تترك القسطنطينية لعدوها الداخلي الذي قام عليها، وتتخذ نيقية عاصمة لها حيث تقدر منها على مراقبة الأتراك والحرص على ولاياتها الآسيوية التي كانت كل قوة الإمبراطورية منها - تعود فتترك نيقية لاستردادها القسطنطينية. فيخلو الجو حينئذ للأتراك ويثبون على البلاد، وبدل أن يتحد السلافيون واليونان واللاتين عليهم يستعين بهم الإمبراطرة على سحق المملكة السربية التي أقامها السربيون. فيهدم سلطان تركي
54
مملكة السرب (سنة 1389) وبذلك تقوى سلطة الأتراك قوة عظيمة. أما سلطنة بزنطية فإنها تصبح يومئذ عبارة عن بقايا ولايات منقطعة عن رأسها، ولكن بقاءها حينئذ إنما يكون مسببا عن تعدد سلاطين الأتراك وانقسام قواتهم. فلما يقوم فيها سلطان قوي
55
ويوحد قوتهم وسلطتهم بإخضاعهم لسلطانه يهاجم القسطنطينية ويحصرها (1397) ولكن انتصار سلطان المغول
56
على جنوده قرب أنقرة يرده عن هذه العاصمة. فيقوم بعده «التركي الفاتح» الذي كتب للقسطنطينية أن تفتح له
57
صفحة غير معروفة