إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
والاستتار» (١).
ثانيَا: الحجاب إيمان واللَّه ﷾ لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات، فقد قال سبحانه: ﴿وَقُل لِلِمُؤمِنَاتِ﴾ (٢)، وقال ﷿: ﴿وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (٣).
ودخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة ﵂، عليهن ثياب رقاق، فقالت عائشة: «إن كنتن مؤمنات، فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به» (٤)، وأُدْخِلت امرأة عروس على عائشة ﵂ وعليها خمار قبطي معصفر، فلما رأتها قالت: «لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا» (٥).
ثالثا: الحجاب طهارة: بَيَّن اللَّه سبحانه الحكمة من تشريع الحجاب، وأجملها قي قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ (٦)، فنص سبحانه على أن الحجاب طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات.
وبيان ذلك أنه إذا لم تر العين لم يشته القلب، أما إذا رأت العين
_________
(١) معالم السنن، ٤/ ٥٥.
(٢) سورة النور، الآية: ٣١.
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٥٩.
(٤) تفسير القرطبي، ١٤/ ٢٤٤.
(٥) المرجع السابق.
(٦) سورة الأحزاب، الآية: ٥٣.
1 / 27