أنس المسجون وراحة المحزون

صفي الدين الحلبي ت. 625 هجري
76

أنس المسجون وراحة المحزون

محقق

محمد أديب الجادر

الناشر

دار صادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٧ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

ما أدري إلى جنّة أم إلى نار. ٢١٢ - وذكر أنّ بعض الصّالحين مات له ابن فلم ير به جزع عليه. فقيل له في ذلك. فقال: هذا أمر كنّا نتوقّعه فلما وقع لم ننكره. ٢١٣ - خويلد بن خالد الهذلي (١): أودى بنيّ وأعقبوني حسرة ... بعد الرّقاد وعبرة ما تقلع سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم ... فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع (٢) وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع وتجلّدي للشّامتين أريهم ... أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع ٢١٤ - وقيل إنّ إبراهيم بن عبد الملك بكى في مرضه الذي مات فيه، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: قلّة الزّاد، وبعد السّفر، وصعود عقبة لا أدري هبطتي منها إلى جنّة أم إلى نار. ٢١٥ - ومات صديق (٣) للمبرّد (٤) فلم يمل سنة إلاّ المراثي والتّعازي،

٢١٣ - الأبيات في شرح ديوان الهذليين ١/ ٤ القصيدة الأولى، والمفضليات ٤٢١ القصيدة (١٢٦). وانظر تخريجها به. وسبب إنشاء القصيدة هو أنه هلك بنوه الخمسة في عام واحد، أصابهم الطاعون، وهي أشهر شعره ومطلعها: أمن المنون وريبها تتوجّع؟ ... والدهر ليس بمعتب من يجزع (١) خويلد بن خالد الهذلي، أبو ذؤيب، شاعر فحل مخضرم غزا إفريقية، مات بمصر نحو سنة (٢٧). (٢) هويّ: هواي بلغة هذيل. أي ماتوا قبلي، وكنت أحب أن أموت قبلهم. أعنقوا: أسرعوا. جعلهم كأنهم هو والذهاب، تخرموا: أخذوا واحدا واحدا. المفضليات. ٢١٥ - انظر كتاب المراثي والتعازي صفحة (٣٠٠،٣٠١). (٣) وهو القاضي إسماعيل بن إسحاق الأزدي، فقيه على مذهب الإمام مالك جليل التصانيف، كان قاضي القضاة ببغداد، ومن أجلّ أصدقاء المبرد، توفي ببغداد حرسها الله (٢٨٢). (٤) المبرد محمد بن يزيد، أبو العباس، إمام العربية ببغداد، وأحد أئمة-

1 / 83