الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه
الناشر
مجمع البحوث الإسلامية
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فقد اقتضت حكمة الله تعالى ألا يدع عباده يسيرون فى الحياة على غير هدى، ولا أن يتركهم لعقولهم التى قد تغلبها الأهواء فتضل وتغوى، فأرسل إليهم رسلا حدد مهمتهم بقوله: "رسلا مبشرين ومنذرين" (١)، وبين حكمة إرسالهم بقوله: ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ (٢)، وكان فى كل جماعة من الجماعات البشرية الهامة من يرشدها كما قال سبحانه: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ (٣)، وكان هؤلاء المرشدون من الكثرة بحيث قال الله فيهم: ﴿وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ﴾ (٤)، على ما تفيده "كم" الخبرية من التكثير، وكفانا مئونة عدهم فقال:
_________
(١) و(٢) سورة النساء: ١٦٥.
(٣) سورة فاطر: ٢٤
(٤) سورة الزخرف: ٦
1 / 6