الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه
الناشر
مجمع البحوث الإسلامية
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
فى مهمته، فقد يضر من حيث يظن أو يعتقد أنه ينفع، وقد يكون تصرف واحد منه قاضيا على كل جهوده.
لقد نصح النبي ﷺ معاذا وزميله حين أرسلهما إلى اليمن قائلا: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا" (١). ولما شكا الناس إليه إطالة معاذ فى الصلاة قال له: "أفتان أنت يا معاذ"؟ .
ومن مظاهر الفنية فى الدعوة ما روى أن عمر ابن الخطاب-﵁، عندما بلغه أن عظيما بالشام يسرف فى الشراب، كتب إليه آية ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ﴾ وآية ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾.
وقال لحامل الكتاب: لا تدفعه إليه حتى يصحو من سكره، ثم قال لإخوانه: ادعوا له بالتوبة. فحسن حال الرجل، ثم قال عمر: هكذا افعلوا إذا أردتم الدعوة، وهذه الخبرة الفنية مستقاة من قول الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن" (٢)، وسيأتى شرح الحكمة فيما بعده.
(١) رواه مسلم. (٢) سورة النحل: ١٢٥
1 / 186