مواقف لا تنسى - من سيرة والدتي رحمها الله
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
بالعلوبي، لمدة سنة تقريبًا، وذلك عام ١٤٠٥هـ تقريبًا، فحفظ أكثر سوَر جزء عمّ يتساءلون تلقينًا من بعض المدرسين في هذه المدرسة، وكنت أسمعه كثيرًا يكرر في قراءته عن ظهر قلب من سورة الأعلى إلى سورة الناس، وخاصّةً في خَلَواتِهِ، أو إذا كان جالسًا في المسجد، وأحيانًا يطلب من بعض أولاده، أو أحفاده: أن يسمِّعوا له ما يحفظ؛ ليثبِّت حفظه، رحمه الله تعالى.
وكان يحفظ مختصرًا للأصول الثلاثة، فإذا قلنا له: من ربك؟ قال: ربي الله الذي رباني وربَّى جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي، ليس لي معبود سواه.
وإذا قلنا: ما دينك؟ قال: ديني الإسلام: وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.
وإذا قلنا له: من نبيك؟ قال: نبيي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة، وأتمُّ التسليم، نُبّئ بـ (اقرأ)، وأُرسل بـ (المدثر)، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة، وبها توفي، لا خير إلا دلّ أمّته عليه، ولا شرَّ إلا حذّرها منه، من أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
وكان بعد أن توفيت والدته يعتمر كل سنة في رمضان، إلا سنة واحدة - على ما أظن -، وآخر حجّة حجّها عام ١٤١٦هـ، ثم رجع إلى مزرعته، وتوفي ﵀ بسبب حادث مروري وهو يقود سيارته في
1 / 14