إدراك الركعة والجماعة والجمعة
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١٩٢-السنة ٣٧
سنة النشر
١٤٢٥ هـ
تصانيف
كان ركوعه دون الصف من غير خشية الفوات (١) فهل يكون بذلك مدركًا للركعة أو لا؟ .
فهذه أربع صور وسوف يكون الكلام على كل واحدة من هذه الصور الأربع في مسألة مستقلة.
* المسألة الأولى: إذا زالت فذوذيته في الركوع:
وصورة ذلك: أن يركع دون الصف ويدرك الصف والإمام راكع ويكون ركوعه دون الصف خشية فوات الركعة.
فهذه الصورة اختلف الفقهاء ﵏ في حكم صلاته على أربعة أقوال:
القول الأول: يكره له ذلك، إلاَّ أن لا يجد فرجة في الصف، وهو قول أكثر مشايخ الحنفية (٢) .
واستدلوا بما يلي:
١) - ما روي عن أبي بكرة ﵁ أنه دخل المسجد فوجد النبي ﷺ في الركوع فكبر لما دخل المسجد ودبّ راكعًا حتى التحق بالصفوف، فلما فرغ النبي ﷺ قال له: " زادك الله حرصًا ولا تعد " (٣) .
ووجه الاستدلال: أن النبي ﷺ لم يأمره بالإعادة، فدل على أنه أدرك الركعة، ونهاه أن يعود، فدل على كراهة ذلك العمل.
ويُمكن أن يناقش: بأن النبي ﷺ نهاه عن العود إلى ذلك الفعل فيدل على
(١) ينظر: شرح الزركشي ٢/١٢٢. (٢) بدائع الصنائع ١/٢١٨، وحاشية الشلبي بهامش تبيين الحقائق ١/١٨٥. (٣) سبق تخريجه ص ٣١٠.
1 / 345