كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا

ابن عاشور ت. 1393 هجري
150

كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا

محقق

طه بن علي بوسريح التونسي

الناشر

دار سحنون للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٨ هـ

مكان النشر

دار السلام للطباعة والنشر

تصانيف

نظم عيشه في مدَّة الجهاد وفي الاغتراب والأسفار، فيكون قليل الكروب عند الكوارث. ومنها إراحة الجهاز الهضمي وقتًا طويلًا؛ ليزول بذلك ما عسى أن يكون قد غشيه من صلصال الإفراز، وهي الفائدة الحاصلة من الحمية في علم الصحَّة والطب. وفيه فوائد جمَّة يعلمها الله تعالى؛ ولذلك قال الله تعالى في مقام الترخيص لبعض أهل الأعذار الخفيفة في الفطر: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٨٤]، ثم إنَّ في توقيت هذه العبادة بشهر معين من العام لسائر الأمة حكمة عظيمة، وهي تيسيره عليهم؛ لأن الاشتراك في المصاعب يسهلها على النفوس، وفيه أيضًا حكمة حصول النظام في أمور المسلمين؛ ليعتادوا على النظام من حصوله في أهمِّ العبادات. وفيه حكمة توقيت هذا التغير الواسع في نظام العيش بوقت معين مثل: أوقات الحِميات والأدوية في الطب. وفيه حكمة كونه جزءًا من اثني عشر جزءًا من السنة، فهو بمقدار ثلث فصل من فصول العام. ما جاء في تعجيل الفطر مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ﷺ قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر». لم يتضح المراد بالخير في كلام رسول الله ﷺ سلم لشراح هذا الحديث، ولم يظهر وجه التسبب بين تعجيل الفطر ودوام الخير للأمة، فجعل بعض رواة الحديث يرونه بالمعنى الذي بدا له، فرواه بعض الرواة عن سهل بن سعد: «لا تزال أمتي على سنتي ما يم تنتظر بفطرها النجوم»، وروى عن أبي هريرة مرفوعًا: «لأن اليهود والنصارى يؤخرون»، وجاء في «سنن أبي داود» و«مسند أبي خزيمة» عن أبي هريرة

1 / 162