كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا

ابن عاشور ت. 1393 هجري
114

كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا

محقق

طه بن علي بوسريح التونسي

الناشر

دار سحنون للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٨ هـ

مكان النشر

دار السلام للطباعة والنشر

تصانيف

دينار ويحيي بن يحيي عن ابن نافع أن قوله: «يُبدئون فيه أعمالهم قبل أهوائهم» معنا: يبدأون الحق بما فرض الله عليهم قبل أهوائهم التي هي على خلاف الحقٌ. جامع الترغيب في الصلاة مالكٌ عن عمه أبي سُهيل أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجل إلى رسول الله من أهل نجد، ثائر الرأس، يُسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله: «خمس صلوات في اليوم والليلة». قال: هل عليَّ غيرهنَّ؟ قال: «لا، إلا أن تطوَّع». قال رسول الله: «وصيام شهر رمضان». قال: هل عليِّ غيره. قال: «لا، إلا أن تطوَّع». قال: وذكر له رسول الله الزكاة، فقال: هل عليِّ غيرها؟ قال: «لا، إلا أن تطوَّع». فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه. فقال رسول الله: «أفلح الرجل إن صدق». هذا الرجل النجدي هو غير ضمام بن ثعلبة الوارد حديثه في «الصحيحين»؛ لأن ضمانًا من بني سعد بن بكر، ومنازب بني سعد ببادية مكة من تهامة وليسوا من أهل نجد؛ ولأن ضمانًا ذكر أنه رسولُ قومه بني سعد ووافدهم وهذا النجدي إنما جاء يسأل لنفسه؛ ولأن قول طلحة: «يسمع جويُّ صوته ولا نفقه ما يقول» يؤذن بأنه يتكَّلم لغة غير حضرية، ولغة بني سعد من اللغات الفصيحة المشهورة، وقد عُدت من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن في تفسير حديث: «أُنزل القرآن على سبعة أحرفٍ»؛ ولأن ضمامًا جاء كافرًا وسأل رسول الله ﷺ. ومن زعم

1 / 122