وتعريبه:
إذا استثنينا إسماعيل جبل طارق الذي يتولى قيادة أسطول والي مصر بمهارة فائقة، والذي شاهدته في العام الماضي (سنة 1822) يمخر بفرقاطة واحدة مياه الأرخبيل بكل شجاعة، فإن ما من أمير بحار تركي يمكن اعتباره ذا كفاءة أو خبرة أو حتى بسالة مثله.
5
محرم بك
ولد محرم بك بمدينة قولة حوالي سنة 1795، ثم هاجر من بلاده وجاء إلى مصر وتقرب إلى محمد علي باشا، ولم يلبث أن آنس فيه الوالي من الصدق والإخلاص وحميد الصفات ما حدا به إلى وضع كامل ثقته فيه، فاتخذه صهرا له وزوجه من كريمته تفيدة هانم.
1
وفي سنة 1810 عين محرم بك حاكما للجيزة، وكان متوليا إدارة هذا الإقليم في أول مارس سنة 1811 عندما وقعت مذبحة المماليك بالقلعة، فاستولى بناء على أمر محمد علي باشا على أموال المماليك المقيمين في مديريته من خيول وجمال وهجن وغيرها.
وحوالي سنة 1820 أسند محمد علي باشا إلى محرم بك منصب محافظ الإسكندرية، فأظهر من الكفاءة والمواهب في حسن إدارة دفة أمور هذه المدينة ما أهله في غضون سنة 1821 - علاوة على منصبه - للاشتراك مع إسماعيل بك جبل طارق في قيادة السفن المصرية التي خرجت إلى المياه العثمانية لمساعدة الدولة العلية في حرب المورة.
وفي 25 يونيو سنة 1821 (24 رمضان سنة 1236) أصدر إليه محمد علي باشا أمرا باللغة التركية، هذا تعريبه:
قد علم لكم أنه أحيل تأديب الأروام الثائرين على الدولة إلى عهدتي. وحيث إن السفن الحربية التي استعدت لغاية الآن قد بلغت أربع عشرة سفينة، فقد أنبتكم عني في قيادتها، فتوكلوا على الله تعالى وأسرعوا بالإقلاع بها إلى الجهة المقصودة وأدوا الخدمة اللازمة في هذه المأمورية حسبما تقتضيه حقوقها المقدسة. وقد حررت صورة من هذا الأمر إلى مطوش قبودان الذي ستسافر سفينته بمعيتكم.
صفحة غير معروفة