أما إبراهيم باشا فقد أنشأ 520 حراقة تحمل كل منها مدفعين لحماية المضايق وصون الملاحة.
وفي عهد عباس باشا الأول وسعيد باشا اشترك الأسطول المصري في حرب القرم ضد روسيا، فوقف إلى جانب الحلفاء في المعارك التي دارت رحاها في البحر الأسود إلى أن انتهت الحرب بهزيمة روسيا في سنة 1856.
وفي عهد الخديو إسماعيل ضم الأسطول المصري إحدى وعشرين قطعة، منها: «المحروسة» و«مصر» و«الغربية» و«محمد علي» و«شير جهاد» و«لطيف» و«الصاعقة» و«الخرطوم» و«دنقلة». وقد خاضت الوحدات المصرية وقتئذ حربين اثنتين، إحداهما في جزيرة كريت سنة 1866 والثانية في روسيا سنة 1877، كما ساهمت في نقل الجنود المصريين إلى السودان وإلى الجبل الأسود وإلى بلاد الصرب لإخماد الفتن فيها.
وما إن رزحت مصر تحت نير الاحتلال البريطاني في سنة 1882 حتى اندثرت البحرية المصرية وأصبحت أثرا بعد عين.
واليوم بعد سبات دام حوالي ثلاثة أرباع القرن ينهض الأسطول المصري نهضة مباركة، فهذه بحريتنا قد ساهمت في الحرب الأخيرة (1939-1945) مساهمة فعلية، ففقدت 22٪ من حمولة سفنها، وأصيب نحو 50٪ من مجموعها إصابات شديدة جعل القائد العام لأساطيل الدول المتحالفة في البحر الأبيض المتوسط يرسل كتابا إلى الحكومة المصرية ينوه بما قدمت البحرية المصرية إلى الحلفاء من معونة كان لها أثرها في إحراز النصر.
وفي 23 ديسمبر سنة 1946 وقع حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول مرسوما ملكيا بتنظيم السلاح البحري الملكي، هذا نصه:
نحن فاروق الأول ملك مصر
بعد الاطلاع على الأمر العالي الصادر في 10 ديسمبر سنة 1878 بتوزيع مصالح الحكومة بين الوزارات، وعلى الأوامر العالية والمراسيم المعدلة له، وعلى المادتين 44 و46 من الدستور؛
ونظرا إلى أن استكمال وسائل الدفاع عن البلاد يقتضي إعادة تنظيم البحرية المصرية لتقوم بمهمتها إلى جانب القوات البحرية الأخرى؛
وبعد الاطلاع على ما ارتأته الجمعية العمومية لمجلس الدولة؛
صفحة غير معروفة