الذي تولى ملك مصر في سنة 283 قبل الميلاد قوة بحرية عظيمة مخرت عباب البحر الأبيض المتوسط من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، إلا أن هذا الأسطول الجبار التقى في سنة 263 بأسطول أنتيجون
Antigone
من حكام آسيا الصغرى، على مقربة من جزيرة كوس في بحر إيجيه ولحقت به الهزيمة بعد أن كان سيد البحار.
وكان أسطول بطليموس الثاني يتكون من ثلاثمائة وست وثلاثين من السفن الحربية ومن ألفي سفينة نقل. أما رجاله فكانوا يتألفون من عنصرين: المجدفين والمحاربين. الأولون من طبقة المزارعين وعمال المعابد والمسجونين، والآخرون من طبقة ممتازة من المصريين ينضم عادة إليهم بعض المقدونيين والإغريق.
وكان الملك هو القائد الأعلى للقوة البحرية، وكانت سفن الأسطول تنقسم وحدات، على رأس كل وحدة قائد بحري يتلقى الأوامر من القائد الأعلى مباشرة.
وكان مجال نشاط هذا الأسطول الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط على وجه خاص، وكانت أهم قواعده العسكرية الإسكندرية وسلاميس (بجزيرة قبرس) وبعض الموانئ في جزر الأرخبيل اليوناني مثل ساموس وكوس وكذلك جزيرة ثيرا
Syra .
وفي القرن الثاني قبل الميلاد أخذ نفوذ مصر يتقلص بانتشار الإمبراطورية الرومانية نحو الشرق، وسرعان ما فقدت مصر سيطرتها على الجزر والموانئ التي كانت خاضعة لها، كما أصاب بحريتها شيء من الوهن، وكسدت تجارتها، ما أدى بكليوباترة ملكة مصر إلى عدم المجازفة بأسطولها المؤلف من ستين سفينة حربية لما اشتبك أنطونيوس مع إكتافيوس في الثاني من شهر سبتمبر سنة 31 قبل الميلاد في موقعة أكسيوم
Actium
التي فتحت أبواب مصر للرومان.
صفحة غير معروفة