[117_2]
فبعين قوم على أنفسهم، ويعين قوم بما قبلهم، ويستتب ذلك الأمر غير طويل، ثم تصير الشؤون إلى حقائقها وأصولها، فما كان شيء من الأمر على غير أركان وثيقة، ولا دعائم محكمة، أوشك أن بتداعي ويتصدع.
27 - وقال: إذا حاججت فلا تغضب، فإن الغضب يدفع عنك الحجة، ويظهر عليك الخصم، ومن ذلك تعلموا ثلاث خصال من خمس: التربية من الكراكي، والبخل وادخار القوت من الفأر والنمل، والبكور من الغراب والديك ومن كلامه: ثلاثة إن أقدموا على ثلاث من غير ثلاث، فرأوا ما كرهوا، فلا يلومن إلا أنفسهم: من خاصم من غير حجة فخصم، أو صارع من غير قوة فصرع، أو حارب بغير عدة فهزم.
28 - وقال: أربعة، المال إليهم أحب من أنفسهم: راكب البحر للتجارة، والمحارب بالأجرة، والناقب في خزانة الملك للسرقة، والحواء يستزيد الحية طمعا في الهدية وعنه أيضا: أربعة ضائعة: سراج في الشمس، ومطر في سبخة، وحسناء عند عنين، وطعام عند سكران وعنه أيضا: أربعة يعرفون في أربع أحوال: الشجاع، في الحرب، والفرس في الميدان، والحراث في الحراثة، والصديق عند الحاجة إليه وعنه أيضا: العداوة الطبيعية أربع: عداوة الذئب للغنم، والبازي للقبيح، والهر للفأر، والغراب للبوم.
29 - ومما نقل من كلمة وجملة: إذا جعل الكلام مثلا كان أوضح للمنطق، وآنق للمسمع، وأوسع لشعوب الحديث. ولا تعرضن عقلك على الناس، فإذا اضطرك أمر فكن كصاحب الشطرنج يبني أمره على القائمة، فان وجد ضربة غريبة انتهزها، وإياك أن تبتدئ في مجلس لم تسبر عقول أصحابه، فبين العقول بون بعيد. الإفراط في التواضع يوجب المذلة، والإفراط في المؤانسة يوجب المهانة. كثرة المنى تخلق العقل وتطرد القناعة وتفسد الحس. خمس نفر المال أحب إليهم
صفحة ١١٧