علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم

مصطفى باحو ت. غير معلوم
111

علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم

الناشر

جريدة السبيل

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

المغرب

تصانيف

رسول الله ﷺ خرج متواضعا مبتذلا متخشعا متضرعا فصلى ركعتين الخ (١)، وأين الاستغفار الذي كان يفعله الصحابة الكرام عند ذلك، لأن منع المطر لا يكون إلا عن ذنوب ومعاصي، والاستغفار يمحوها، فيزول بزوالها المانع من المطر. نعم، ثبت أن سيدنا عمر استسقى بسيدنا العباس ﵄ عند القحط، فقد روى البخاري عن أنس ﵁ أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم انا كنا نتوسل إليك بنبينا ﷺ فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا فيسقون. (٢) اهـ. وقد بينوا صفة ما دعا به العباس هذه الواقعة أنه قال: اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث، قال: فأرخت السماء مثل الجبال، حتى أخصبت الأرض، وعاش الناس. ومن هنا استحب العلماء الاستسقاء بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوءة، وكثرة الاستغفار، هو الذي لم يزد عليه عمر عندما خرج يستسقي مرة أخرى، حيث قرأ ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء

(١) رواه النسائي (١٥٢١) والترمذي (٥٥٨) وابن ماجه (١٢٦٦) وأحمد (١/ ٢٦٩ - ٣٥٥) وابن خزيمة (١٤٠٥ - ١٤١٩) والحاكم (١٢١٨) والبيهقي (٣/ ٣٤٤) والدارقطني (٢/ ٦٧) وابن أبي شيبة (٧/ ٣١٥) عن ابن عباس. (٢) رواه البخاري (٩٦٤ - ٣٥٠٧) وابن حبان (٢٨٦١) والبيهقي (٣/ ٣٥٢) والطبراني في الكبير (١/ ٧٢) والطبراني في الأوسط (٢٤٣٧) عن عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس.

1 / 110