Hexameter Dactylic ، وهو الذي يحتوي فيه بيت الشعر على ستة أقدام بكل قدم حركة طويلة وحركتان قصيرتان. وليس هذا الوزن من مستلزمات اللغة اليونانية كما برهن على ذلك العلامة اللغوي الفرنسي المشهور ميلي
Meillee
في كتابه عن تاريخ اللغة اليونانية. وليس هذا الوزن أيضا من مستلزمات اللغة اللاتينية؛ فقد استعاره الرومان أنفسهم من اليونان، وذلك في القرن الثالث قبل الميلاد. ومن المحتمل أن يكون اليونان أنفسهم قد أخذوه عن لغة تسمى اللغة الإيجية التي كانت سائدة في بحر إيجة.
لهذا السبب احتفظت اللهجة الأيونية التي استعملها هوميروس في قصائده بالحرف «ديجاما
Y » الذي زال من اللغة اليونانية فيما بعد، ولكن بقي لهذا الحرف تأثيره على بقية بيت الشعر الذي كان يستعمل فيه من حيث الوزن، فوجدوه مثلا يؤدي إلى حذف أحرف أخرى أو إدغام حروف أخرى غيرها.
ولقد احتفظت هذه القصائد أيضا بأشكال عتيقة وكلمات قديمة افتقدنا معناها الأصلي، وكذلك احتفظت بهذا الأسلوب الذي يغلب عليه ميله إلى استعمال الألفاظ الفخمة والرنانة. وكان هناك ميل في القرن التاسع عشر في أوروبا؛ أي في الوقت الذي ساد فيه المذهب الرومانتيكي في الأدب الأوروبي إلى إيجاد نوع من المقارنة بين هذه القصائد وبين القصائد الشعبية الجرمانية أو الاسكندنافية. وقد ظهر هذا الرأي على الأخص عند علماء اللغة من الألمان. وتبع الألمان بعض العلماء من الفرنسيين، وعلى الأخص العالم الفرنسي فكتور بيرار. ونلاحظ نفس الملاحظة عندما نقبل على دراسة الوقائع والحوادث التي تشتمل عليها هذه القصائد وعلى الأخص الإلياذة كالأدوات التي يستعملها الإنسان أو المساكن التي يقطن فيها، وبالجملة مظاهر الحياة أو الحياة نفسها. وإذا كان علماء اليونان الذين قاموا بحفائر في موكيناي وكورينث وطروادة قد كشفوا عن آثار دلت على أنه كانت هناك حضارة ميسينية
Missenian Civilization
قبل الغزوات التي قامت بها القبائل الدورية
Dorians ؛ من أجل ذلك مال الناس في ذلك الوقت؛ أي في الجزء الأخير من القرن التاسع عشر، وهو الوقت الذي عملت فيه هذه الحفائر، إلى الأخذ بالرأي القائل بأن هذه القصائد احتوت على وصف شامل لمظاهر تلك الحضارة الميسينية الباهرة. ويبدو هذا الرأي واضحا جدا فيما كتبه العالمان الألمانيان هلبنج
Helbing
صفحة غير معروفة