ما إن قالت ناوسيكا
13
هذا، حتى ألهبت متون البغال بالسوط اللامع، وأسرعت تاركة وراءها مجرى النهر، فأخذت البغال تتبختر بمهارة، وبمهارة راحت تعمل أقدامها السريعة، وراحت الأميرة تسوق العربة بطريقة لا ترهق الوصيفات وأوديسيوس، وهم يتبعونها سيرا على الأقدام، وكانت تستخدم السوط بحكمة. ولما غابت الشمس، وصلوا إلى الكهف المجيد، المقدس لأثينا، فجلس أوديسيوس هناك، وراح من فوره يتوسل إلى ابنة زوس العظيم قائلا: «أصغي إلي يا ابنة زوس، حامل الترس، ذلك الذي لا يكل. أصغي إلى صلاتي، ما دمت لم تصغي إلي من قبل، يوم أن ضربت، عندما ضربني مزلزل الأرض المجيد. سهلي علي الوصول إلى أرض الفياكيين، كي أقابل بالترحيب، وألقى عطف القوم وشفقتهم.»
هكذا صلى أوديسيوس، فاستمعت إليه بالاس أثينا، ولكنها لم تظهر أمامه وجها لوجه؛ إذ كانت تخشى غضب شقيق أبيها، الذي ثار بحمية ضد أوديسيوس، الشبيه بالإله، إلى أن وصل أخيرا إلى وطنه.
الأنشودة السابعة
ناوسيكا في عقر دارها
هكذا صلى هناك أوديسيوس العظيم، البالغ المعاناة، بينما كان البغلان القويان يجران العذارى إلى المدينة، فلما بلغت ناوسيكا قصر أبيها الباذخ، أوقفت البغال أمام الباب الخارجي، واحتشد أشقاؤها حولها، رجال أشبه بالخالدين، فخلوا عن البغال ، من العربة، وحملوا الملابس إلى الداخل، فانطلقت هي إلى حجرتها، فأوقدت النار لها وصيفتها يوروميدوسا
Eurymedusa ، السيدة العجوزة الأبايرية
Aperié ، تلك التي جلبتها السفن المعقوفة من أبايري، واختارها القوم من بين الغنائم، جائزة شرف للملك ألكينوس، الذي كان عاهل سائر الفياكيين، وكان القوم يأتمرون بأمره كما لو كانوا يأتمرون بأمر إله. وهي التي قامت بتربية ناوسيكا الناصعة الذراعين، واضطلعت بتنشئتها في القصر، فأوقدت لها النار. وأعدت لها عشاءها في مقصورتها.
أي طفلتي، ألا يمكنك أن تدليني على منزل من يسمونه ألكينوس؟
صفحة غير معروفة