في ذا الزمان صار المقدم الوجيها
يا رب نذل وضيع نوهته تنويها
هجوته كيما أزيده تشويها
79
فهذان البيتان لا يستقيمان على بحر من البحور المعروفة. وشغف أبو نواس بأوجه البيان والبديع فجد في طلبها حتى أفرط أحيانا وتبغض، كقوله:
لما بدا ثعلب الصدود لنا
أرسلت كلب الوصال في طلبه
فقبيح أن تدخل الثعالب والكلاب في غزل يشكو به المحب هجر حبيبه.
وأدرك عليه سرقات توكأ فيها على معان سبق إليها، ولكنه كساها حللا جميلة، فسارت بين الناس وعرفت له. وأكثر ما عيب عليه تصرفه في قواعد الصرف والنحو والعروض، وجنوحه إلى الغلو حتى الإحالة كقوله في مدح الرشيد:
حتى الذي في الرحم لم يك صورة
صفحة غير معروفة