62
وقال أيضا: «لا أكاد أقول شعرا جيدا حتى تكون نفسي طيبة، وأكون في بستان مونق،
63
وعلى حال ارتضيتها من صلة أوصل بها أو وعد بصلة، وقد قلت وأنا على غير هذه الحال أشعارا لا أرضاها.»
وكان يعمل القصيدة ثم يتركها أياما، ثم يعرضها على نفسه، فيسقط كثيرا منها ويترك صافيها، ولا يسره كل ما يقذف به خاطره، ولكن هذا التنخل لم يتناول جميع شعره؛ فروي له شيء من الساقط المرذول، وكان يهمه الشعر في الخمر، فلا يعمله إلا في وقت نشاطه، ولم يكن في النظم بالبطيء ولا بالسريع، بل كان في المنزلة الوسطى.
آثاره
ديوان شعر مختلف لاختلاف جامعيه؛ فإنه عني بجمعه رهط من الأدباء منهم: أبو بكر الصولي، وعلي بن حمزة الأصبهاني، وطبع غير مرة في فينا ومصر وبيروت، وفي صدر الطبعة المصرية فصل لجامعه الأصبهاني في منزلة شعر أبي نواس ونقده، وهذه المجموعة تتضمن أكثر من ثلاثة عشر ألف بيت، رتبت على اثني عشر بابا؛ فالأول: في نقائضه مع الشعراء وأخباره معهم ومع القيان، والثاني: في المديح، والثالث: في المراثي، والرابع: في العتاب، والخامس: في الهجاء، والسادس: في الزهد، والسابع: في الطرد، والثامن: في الخمر، والتاسع: في ما جاء بين الخمر والمجون، والعاشر : في غزل المؤنث، والحادي عشر: في غزل المذكر، والثاني عشر: في المجون. وقد أهمل الناشر
64
الباب الأخير فلم يثبته في الطبعة؛ لأنه رأى فيه ما يصم الآداب، وحسنا فعل، ولكننا لا ندري بأي عين نظر إلى الباب التاسع فإن فيه من التعهر ما لا يقل عما ورد في الباب الثاني عشر.
وجمع ابن منظور صاحب «لسان العرب» تاريخ أبي نواس ونوادره وشعره ومجونه في كتاب سماه «أخبار أبي نواس»، وقد طبع الجزء الأول منه في مصر سنة 1924 مضبوطا بالشكل، مشروحا بعض الشرح، ولكن الحكومة المصرية منعت متابعة نشره لما فيه من فحش مضر بالأخلاق.
صفحة غير معروفة