301

أدباء العرب في الأعصر العباسية

تصانيف

آثاره

للحريري تآليف حسان منها درة الغواص في أوهام الخواص، بين فيه مغالط الكتاب في ما يستعملون من اللفظ بغير معناه. ومنها ملحة الإعراب، وهي أرجوزة في النحو. ومنها ديوان شعر ورسائل. ومنها المقامات، وهي أشهر آثاره، فإنها ترجمت إلى عدة لغات أجنبية، وشرحها غير واحد من العلماء أمثال الشريشي، والعكبري، والزبيدي وغيرهم، وطبعت مرات في بيروت ومصر وأوروبا.

سبب وضعه المقامات

ذكر عبد الله بن الحريري السبب الذي من أجله وضع والده المقامات قال: «كان أبي جالسا بمسجد بني حرام، فدخل شيخ ذو طمرين، عليه أهبة السفر، رث الحال، فصيح اللسان، حسن العبارة. فسأله الحاضرون: «من أين الشيخ؟» فقال: «من سروج.»

4

فاستخبروه عن كنيته، فقال: «أبو زيد.» فعمل أبي المقامة المعروفة بالحرامية، وهي الثامنة والأربعون، وعزاها إلى أبي زيد السروجي المذكور. واشتهرت فبلغ خبرها الوزير شرف الدين أبا نصر أنو شروان بن خالد بن محمد القاشاني، وزير الإمام المسترشد بالله،

5

فلما وقف عليها أعجبته، وأشار على والدي أن يضم إليها غيرها، فأتمها خمسين مقامة.» ا.ه.

وذكر ابن خلكان أنه وجد نسخة مقامات بخط مصنفها، وقد كتب بخطه على ظهرها أنه صنفها للوزير جمال الدين عميد الدولة الحسن بن صدقة وزير المسترشد أيضا، فعلى هذه الرواية يكون عبد الله بن الحريري قد غلط في اسم الوزير. ويشير الحريري إلى الوزير في خطبة مقاماته بقوله: «فأشار من إشارته حكم، وطاعته غنم، إلى أن أنشئ مقامات أتلو فيها تلو البديع، وإن لم يدرك الظالع شأو الضليع.»

6

صفحة غير معروفة