فمن العجز أن تكون جبانا
وأنكر أن يكون العجز من العقل:
يرى الجبناء أن العجز عقل
وتلك خديعة الطبع اللئيم
وعلى هذه الآراء بنى صرح الحياة التي يريد أن يحياها، فإذا هي حياة القوة البالغة بصاحبها إلى أعلى قمم المجد.
طلبه المجد
وغير جدير بأبي الطيب أن يطلب من المجد أدناه، وهو يرى أن طعم الموت في الأمر الحقير مثله في الأمر العظيم، فمد نظره إلى أسمى الدرجات وقال:
إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
ووطن نفسه على الجهاد في سبيل المجد، فعانى الأسفار، وركب الأخطار، فما الدنيا عنده إلا غنيمة الجسور: «والبر أوسع والدنيا لمن غلبا.» فأضعف ذلك فيه حب الوطن، فكان يقول: «وكل مكان ينبت العز طيب.» أو يقول: «إن الدليل غريب حيثما كانا.» ووضع خطته التي يسير عليها لبلوغ المجد فإذا هي:
صفحة غير معروفة