فظلم الليالي أنهن أشبنني
لعشرين يحدوهن حول مجرم
43 •••
عزمت على لبس العمامة حيلة
لتستر ما جرت علي من الصلع
وكان مضطرب المشية يهتز كالغربال في يد المغربل:
إن لي مشية أغربل فيها
آمنا أن أساقط الأسقاطا
44
وهو إلى ذلك دقيق الحس، عصبي المزاج، تغلب عليه السوداء، فيثور، ويشتد غضبه ويسلط لسانه إذا عبث به عابث، ولكنه سريع الرضا، صفوح إذا استرضي. وكان يحب الحياة ويتعشقها مع ما لقي فيها من بؤس وشقاء. والحياة عنده لذة يتطلبها ويستمتع بها. واللذة عنده شهوة إلى الجمال يتبعه أينما بدا له، فيستعذبه في وجوه الملاح، وفي أصوات المغنين والقيان، وفي الطبيعة وما عليها من صور وألوان. واللذة عنده شهوة إلى المآدب، فهو منهوم لا يشبع من طعام وفواكه وشراب.
صفحة غير معروفة