أنواع الصبر ومجالاته

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
63

أنواع الصبر ومجالاته

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

عليَّ لقتلني، فمات عدو الله بسرف، وهم قافلون إلى مكة (١). الصورة الثالثة: شجاعته ﷺ في معركة حنين بعد أن دارت معركة حنين والتقى المسلمون والكفار، ولَّى المسلمون مدبرين (٢)، فطفق رسول الله ﷺ يركض بغلته قِبَلَ الكفار ... ثم قال: «أي عباس، ناد أصحاب السمرة» فقال عباس- وكان رجلًا صيِّتًا-: فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عَطْفَتهم حين سمعوا صوتي عَطْفَة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، قال: فاقتتلوا والكفار ... فنظر رسول الله ﷺ وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال ﷺ: «الآن حمي الوطيس» (٣). وظهرت شجاعة النبي ﷺ التي لا نظير لها في هذا الموقف الذي عجز عنه عظماء الرجال (٤). وسئل البراء، فقال له رجل: يا أبا عمارة، أكنتم وليتم يوم حنين؟ قال: لا والله ما ولّى رسول الله ﷺ، ولكنه خرج شبان أصحابه (٥)

(١) انظر: زاد المعاد، لابن القيم، ٣/ ١٩٩، والرحيق المختوم، ص٢٦٣، وروى قصة قتل النبي ﷺ لأبي بن خلف: أبو الأسود عن عروة بن الزبير، والزهري عن سعيد بن المسيب. انظر: البداية والنهاية لابن كثير،٤/ ٣٢،وكلاهما مرسل، والطبري،٢/ ٦٧،وانظر: فقه السيرة لمحمد الغزالي، ص٢٢٦. (٢) كان مع النبي ﷺ في هذه الغزوة ألفان من أهل مكة، مع عشرة آلاف من أصحابه الذين خرجوا معه من المدينة ففتح بهم. انظر: زاد المعاد، ٣/ ٤٦٨. (٣) مسلم، في كتاب الجهاد والسير، باب: غزوة حنين، وقد اختصرت ألفاظه،٣/ ١٣٩٨،برقم ١٧٧٥. (٤) انظر: الرحيق المختوم، ص٤٠١، وهذا الحبيب يا محب، ص٤٠٨. (٥) جمع شباب. شرح النووي لمسلم، ١٢/ ١١٧.

1 / 64