430

حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك

محقق

جابر بن عبد الله بن سريِّع السريِّع

تصانيف

كما ذكر ابنُه، على أن ابنه إنما اقتَفى في ذلك أثرَه في "التَّسْهِيل" (^١) وغيرِه (^٢).
أو حكيت بالقول أو حلت محل ... حال كزرته وإني ذو أمل
(خ ١)
* [«أو حُكِيَتْ بالقول»]: إلا إذا كان بمعنى الظن، نحو:
أَتَقُولُ أَِنَّكَ بالجنان (^٣) مُمَتَّعٌ (^٤)
فيجوز الوجهان (^٥).
* [«أو حُكِيَتْ بالقول»]: وليس من ذلك: ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ﴾ (^٦)، بل "إِنَّ" هنا كُسِرت؛ لأنها ابتداءٌ؛ وإلا لفَسَدَ المعنى (^٧).
* [«أو حُكِيَتْ بالقول»]: قال ابنُه (^٨): إنَّ: «بالقول» الباءُ فيه للمصاحبة، يعني: حُكِيت الجملة مصاحبةً للقول، وليس بمتعيِّن، بل يمكن أن تكون الباء فيه الداخلةَ على الآلة؛ لأنك لو قلت مبتدِئًا: إن زيدًا قائم؛ لم يُفهَم أنه حكاية، فإذا قلت: قال عمر (^٩): إن زيدًا قائم؛ فالقولُ (^١٠) مفيد لأية (^١١) حكاية، فهو آلة الحكاية.

(^١) ٦٣.
(^٢) الحاشية في: ٤٤، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ١٣٣، ١٣٤.
(^٣) كذا في المخطوطة، وفي مصادر البيت: بالحياة.
(^٤) صدر بيت من الكامل، نُسب للفرزدق، ولم أقف عليه في ديوانه، وعجزه:
... وقد استبحت دمَ امرئٍ مستسلم
ينظر: شرح عمدة الحافظ ١/ ٢١٥، والمقاصد النحوية ٢/ ٧٧٧.
(^٥) الحاشية في: ٨/ب.
(^٦) يونس ٦٤.
(^٧) الحاشية في: ٨/ب.
(^٨) شرح الألفية ١١٨.
(^٩) كذا في المخطوطة، فإن كان مراده: عَمْرٌو، فهو وجه في رسمه أجازه المبرد وغيره، بشرط ضبطه بالشكل؛ تمييزًا له عن "عُمَر". ينظر: كتاب الخط لابن السراج ١٢٥، وعمدة الكتاب ١٦٤.
(^١٠) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(^١١) كذا في المخطوطة بالياء، ولعل صوابه: لأنه. وقوله قبلُ: «مفيد» يمكن أن يقرأ: مقيِّد.

1 / 431