320

حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك

محقق

جابر بن عبد الله بن سريِّع السريِّع

تصانيف

أَلَا يَا لَيْلَ وَيْحَكِ خَبِّرِينَا ... فَأَمَّا الجُودُ مِنْكِ فَلَيْسَ جُودُ (^١)؛
لأن المعنى: فليس عندكِ -أو لكِ- جودٌ، فليُنظر في هذا الرابطُ (^٢).
* أجاز فا (^٣) في: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ﴾ الآيةَ (^٤):
١: مبتدأٌ محذوفُ الخبرِ، أي: فيما كُتِب عليكم شهرُ رمضان، أي: صومُه، كقول س (^٥) [في] (^٦): ﴿وَالسَّارِقُ﴾ الآيةَ (^٧)، ودلَّ عليه: أنَّ قبلَه: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ (^٨).
٢: الخبرُ "فمن شهد"، فـ"الذي أنزل" صفةٌ، ودخلت الفاءُ كما في: ﴿إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ﴾ الآيةَ (^٩)؛ لأن المعرفة هنا ليست معيَّنةً، بل شائعةٌ في جميع هذا القبيل، كالموت الذي لا يُراد به موتٌ بعينه.
٣: الخبرُ "الذي".
وكأنَّ الوجه الثانيَ أشبهُ؛ لأنه حضٌّ على الأمر بصيام الشهر، فأما إعادةُ ذكر الشهر فمِثلُ: ﴿الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ﴾ (^١٠).

(^١) بيت من الوافر. الشاهد: حذف رابط الخبر "فليس جود" بالمبتدأ "الجود"، ولعله ما في الخبر من العموم؛ لأن "ليس" تحمل على "لا" النافية للجنس، فيكتفى باسمها، ويحذف خبرها. ينظر: الديوان ٢١، والكتاب ١/ ٣٨٦، وشرح التسهيل ١/ ٣٥٩، والتذييل والتكميل ٤/ ٢٠٤، وارتشاف الضرب ٣/ ١١٨٣.
(^٢) الحاشية في: ٢١. وقد كتبها الناسخ بإزاء البيت المتقدم، والأقرب وضعها هنا.
(^٣) الحجة ١/ ٤٧ - ٤٩.
(^٤) البقرة ١٨٥، وتمامها: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾.
(^٥) الكتاب ١/ ١٤٢، ١٤٣.
(^٦) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(^٧) المائدة ٣٨، وتمامها: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾.
(^٨) البقرة ١٨٣.
(^٩) الجمعة ٨، وتمامها: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾.
(^١٠) الحاقة ١، ٢.

1 / 321