حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك
محقق
جابر بن عبد الله بن سريِّع السريِّع
تصانيف
المضمر من المضمر؛ لأن الجملة الواقعةَ خبرًا قد خَلَتْ من رابطٍ، ولا يُكتفَى بقوله: إياه؛ لأنه من جملةٍ أخرى في الأصح (^١).
* قولُه: «حاويةً معناه» يشملُ: الضميرَ، نحو: زيدٌ أبوه قائمٌ، والإشارةَ، نحو: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ (^٢)، ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ﴾ (^٣)، أي: إنَّ صَبْرَه.
وبَقِي عليه: تكرارُ المبتدأ، نحو: زيدٌ قام زيدٌ، وقولِه (^٤):
لَيْتَ الغُرَابَ غَدَاةَ يَنْعَبُ ذايبا (^٥) ... كَانَ الغُرَابُ مُقَطَّعَ الأَوْدَاجِ (^٦)
وقد يُجاب: بأن الذي حوى نفسَ المبتدأ يَصدُق عليه أنه حوى معناه؛ لأنه حوى المعنى وأكثرَ.
وكونُ الجملة نفسَ المبتدأِ، نحو: هِجِّيرى أبي بكرٍ: لا إله إلا اللهُ، وقولِك: هو زيدٌ قام، بتقدير: الأمرُ والشأنُ.
وزاد أبو الحَسَن (^٧): أن يكون في الجملة اسمٌ بمعنى المبتدأ، نحو: زيدٌ قام أبو
(^١) الحاشية في: ٦/أ.
(^٢) الأعراف ٢٦.
(^٣) الشورى ٤٣.
(^٤) هو جرير.
(^٥) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: دائبًا.
(^٦) بيت من الكامل. الأَوْداج: عروق في العنق. ينظر: الديوان بشرح ابن حبيب ١/ ١٣٦، ومعاني القرآن للأخفش ١/ ١٤٧، وأمالي ابن الشجري ١/ ٣٧٠، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٣٤٥، والتذييل والتكميل ٤/ ٣٢.
(^٧) ينظر: شرح جمل الزجاجي ١/ ٣٤٥، ٦٠٥، والتذييل والتكميل ١٠/ ٨٨، ١٢٩، وارتشاف الضرب ٢/ ٩٩٩.
1 / 317