حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك
محقق
جابر بن عبد الله بن سريِّع السريِّع
تصانيف
قاعدةٌ، وإذا كان يُراعى في مسألةٍ تقتضي تركَ (^١) أحدِهما؛ فكذا يُراعى حين اجتماعِهما بالتقديم.
وقاعِدةٌ أخرى: وهي أن الضمائر تُرَدُّ معها الأشياءُ إلى أصولها.
وقاعدةٌ أخرى: وهي أن الضمير المتصلَ أقربُ إلى حكمة الضميرِ من المنفصل، فهو أَطْلَبُ للأحكام التي تكون للضمير.
فلَزِمَ من هذا التقريرِ كلِّه: أنك إذا وصلت تُقَدِّم الأخصَّ؛ وَفَاءً بهذه القواعِدِ؛ فلذلك تقول: أعطاكه، ولا تقول: أعطاهوك، كما تقول:
فَلَا بِكِ مَا أَسَالَ وَلَا أَغَامَا (^٢)
ولا تقول: فلا تَك، ولا: فلا وَك (^٣).
فهذا موطنٌ لم يُزَاحِمني على تقريره هكذا أحدٌ، والحمد لله تعالى (^٤).
وفي اتّحادِ الرُّتبةِ الزَم فصلا ... وقد يُبيحُ الغيبُ فيه وصلا
(خ ١)
* نحو: ملَّكْتُك إيَّاك، وملَّكْتُه إيَّاه، وفي المتكلم: قولُ العبد: سيدي؛ مَلِّكْني إيَّاي، كلُّ ذلك جائز؛ لأن فعل المضمر المتصلِ يتعدى إلى ضمير المنفصل؛ لأنه كالظاهر.
(^١) انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(^٢) عجز بيت من الوافر، لعمرو بن يربوع بن حنظلة، وصدره:
رأى برقًا فأوضع فوق بكرٍ ... ...
بك: أدخل باء القسم على الضمير، أغاما: حدث فيه الغيم. ينظر: النوادر لأبي زيد ٤٢٢، والحيوان ١/ ١٢١، ٦/ ٤١٩، وجمهرة اللغة ٢/ ٩٦٣، والحجة ١/ ١٠٦، ٢/ ١١٣، وسر صناعة الإعراب ١/ ١٠٤، ١٤٤، واللآلي في شرح أمالي القالي ١/ ٧٠٣، وسفر السعادة ١/ ٣٠١، ٢/ ٧١٦، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٥٢٣، وشرح شواهد شرح الشافية ٤٧٠.
(^٣) فلا تدخل حرف القسم النائب عن الباء على الضمير المتصل.
(^٤) الحاشية في: ٤/أ.
1 / 226