عشرون حديثا من صحيح البخاري دراسة أسانيدها وشرح متونها
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٩هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
حديث أبى هريرة ﵁ مرفوعا: "ما أعطيكم ولا أمنعكم إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت". والمعنى لا أعطى أحدا ولا أمنع أحدًا إلا بأمر الله، وفي ذلك إثبات القضاء والقدر والإيمان بذلك وأنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطى لما منع الله وأن العباد يتصرفون في المال بحق وبغير حق بإرادتهم ومشيئتهم، وحصول قسمته بين الناس كما قسمه رسول الله ﷺ هو مما قضاه الله كونا وقدرا، وأمر به شرعا ودينا.
٦- قوله به.. ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله.
أعاد البخاري الحديث بتمامه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة للاستدلال بهذه الجملة على عدم خلو الأرض من معتصم بالكتاب والسنة حتى يأتي أمر الله، وأورد هذه الجملة فقط في كتاب المناقب مشيرا إلى أن ذلك من علامات نبوة محمد ﷺ وهو منقبة لهذه الأمة.
٧- أمة محمد ﷺ لها معنيان: معنى عام ومعنى خاص، فالأمة بالمعني العام هي أمة الدعوة وهم كل إنسان وكذا الجن من حين بعث الله نبيه محمدًا ﷺ إلى قيام الساعة فإن الدعوة موجهة إليهم كما قال ﷺ في الخمس التي أعطيها دون من قبله: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة. ويدل للأمة بالمعنى العام قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ .
أما الأمة بالمعنى الخاص فهي أمة الإجابة وهم الذين أجابوا الدعوة وفي خلوا في دين الله، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ الآية. وقوله ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ الآية. ومن ذلك قوله ﷺ في هذا الحديث. " ولن تزال هذه الأمة" الخ.
٨- قوله عنه ولن تزال هذه الأمة: هو من العام المراد به الخصوص فإن المراد به بعض الأمة كما دل على ذلك أدلة منها قوله ﷺ: "لا تزال طائفة
1 / 45