وهذا -أيضا- ثماني لنا، وفيه الكلام المتقدم في الحديث قبله.
قال المقدسي أبو الفضل ابن طاهر:
((قوله: ((الصوم جنة)) صحيح من طريق أبي هريرة، فركب العدوي إسنادا وجعله عن أنس بعلو)).
قلت:
حديث ((الصوم جنة)) رواه البخاري في التوحيد عن أبي نعيم الفضل بن دكين، ولفظه: ((يقول الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان)) الحديث والله أعلم.
قال الحافظ أبو الفضل محمد ابن طاهر المقدسي:
((فإذا ورد عليك أحاديث هذا مع أمثاله -مثل: كثير بن سليم، ويغنم بن سالم بن قنبر، وفرج وموسى بن عبد الله الطويل، وأبي الدنيا عثمان بن الخطاب، وخراش بن عبد الله-، فلا تفرح بها ولا تعرج عليها. وهؤلاء قوم معرفون عند أهل النقل ب ((طيور السن))، ورواياتهم شبه الريح، يدعون أعمارا طويلة، ويروون أحاديث دخيلة، لم يحتج بحديثهم محتج، ولم ينقل في كتب الأئمة عنهم شيء، وإنما تنقل أحاديثهم للمعرفة والاستدلال بها على كذبهم وضعفهم، أعاذنا الله وإياك من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم )). هذا آخر كلامه.
واعلم أن العلماء قسموا العلو أقساما:
أحدها: ما ذكرناه، وهو: القرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح أو حسن.
صفحة ٢٢