ونفنى، والعلماء باقون ما بقي الدهر.
واعلم أنا ذكرنا لعلو السند شرطين:
أحدهما: القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث العدد بإسناد متصل نظيف.
والثاني: عدالة رجاله أو كونهم مستورين، بحيث يدخلون في حد الحسن، فإن كانوا ضعفاء لم يعد ذلك عاليا. فكم من حديث يظهر لغير النقاد أنه لقرب إسناده عال وليس كذلك، بل ينبغي الإعراض عنه كحديث خراش عن أنس رضي الله عنه وما شاكله من النسخ الضعيفة، وإنما يكتبها حفاظ الآثار للمعرفة بها، وليبينوا كونها ضعيفة أو موضوعة لتجتنب.
وقد أخبرنا بحديث خراش الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن المطهر بن أبي عصرون الشافعي الموصلي بقراءتي عليه في العشرين من المحرم سنة تسعين وستمائة، قلت له: أخبرك أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز الهروي إذنا، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي، أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي بتخريج أبي سعد السكري، أخبرنا أبو بكر الطرازي، أخبرنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا ابن صالح العدوي ببغداد، حدثنا خراش بن عبد الله الطحان، حدثنا مولاي أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(الوجه الحسن يجلو البصر، والوجه القبيح يورث الكلح).
صفحة ٢٠