134

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

محقق

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

الناشر

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

الرباط

بإنزالهما في بعض تلك الكتب، فكان نزولها نجازا لذلك، انتهى. ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ﴾: قال الْحَرَالِّي: "ذا" اسم مدلوله المشار إليه، واللام مدلوله معها بعد ما "الكتاب": من الكتب، وهو وصل الشيء المنفصل بوصلة خفية من أصله، كالخرز في الجلد بقد منه، والخياطة في الثوب بشيء من جنسه، ليكون أقرب لصورة اتصاله الأول، فسمي به ما ألزمه الناس من الأحكام، وما أثبت بالرقوم من الكلام، "لا": لنفي ما هو ممتنع مطلقا، أو في وقت. "الريب" التردد بين موقعي تهمة، بحيث يمتنع من الطمأنينة على كل واحد منهما. انتهى. ﴿فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ قال الْحَرَالِّي: جمع المتقي، وهو المتوقف عن الإقدام على كل أمر لشعوره بتقصيره عن الاستبداد، وعلمه بأنه غير مستغن بنفسه، فهو متق لوصفه وحسن فطرته، والمتقي كذا متوقف لأجل ذلك، والتقوى أصل يتقدم الهدى وكل عبادة، لأنها فطرة توقف، تستحق الهدى وكل خير، وهي وصية الله [لأهل الكتاب]. انتهى. ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ وقال الْحَرَالِّي: "يؤمنون" من الإيمان، وهو مصدر آمنه يؤمنه إيمانا، وإذا آمن من ينبهه على أمر ليس عنده أن يكذبه أو يرتاب فيه. و"الغيب" ما غاب عن الحس، ولم يكن عليه علم يهتدي به العقل، فيحصل به العلم، وصيغة "يؤمنون" و

1 / 155