وأيضا ينبغى أن ننظر إن كان النوع والجنس يقالان بالسواء — مثال ذلك إن وضع واحد من الأشياء اللازمة لكل شىء جنسا، وآخر نوعا بمنزلة الموجود والواحد، فإن كل الموجود واحد، وكل الواحد موجود. فليس أحدهما إذا جنسا للآخر، لأنهما يقالان بالتساوى.
وكذلك ينبغى أن ننظر إن وضع الأول والمبدأ أحدهما فى الآخر. وذلك أن المبدأ أول، والأول مبدأ: فهما إما أن يكونا شيئا أحدا، أو لا يكون أحدهما جنسا للآخر. والأصل فى أمثال هذه كلها أن الجنس يقال على أكثر مما يقال عليه النوع والفصل، وذلك أن الفصل يقال على أقل مما يقال عليه الجنس.
وينبغى أن ننظر إن كان الجنس الموصوف ليس هو جنسا لشىء من الأشياء التى لا تختلف بالنوع. وإن لم يظن به ذلك، فلينظر المثبت إن كان جنسا لشىء منها. وذلك أن جنس جميع الأشياء — التى لا تختلف بالنوع — واحد بعينه. فإن تبين أنه جنس لواحد منها، فمن البين أنه جنس لجميعها. وإن تبين أنه ليس هو جنسا لواحد منها، فمن البين أنه ولا لواحد منها — مثال ذلك إن وضع واضع خطوطا لا تتجزأ وقال: إن ما لا ينقسم جنس لها. وذلك أن الجنس الموصوف ليس هو جنسا للخطوط المنقسمة، إذ كانت غير مخالفة فى النوع، لأن جميع الخطوط المنقسمة غير مختلفة فى النوع.
صفحة ٥٥٦