50

ولما ضربت سفاقس بالمدافع سيرت جيوش الفرنسيين إلى قابس، فقاتلهم أهلها، وسلمت جرة ومنزل في 23 يوليو، بلا مقاومة، وعسكر الفرنسيون في رأس الوادي ليتحكموا في النهر الذي تعتمد الواحة عليه، فلما استتب السلام، نشأت مدينة أوروبية بين الواحة والبحر، ومنذ ذلك الحين صارت قابس مقرا للقيادة العسكرية لمنطقة تونس الجنوبية، ومركزا للإدارة المدنية، وفشلت الجهود التي بذلت لاسترجاع مكانتها الاقتصادية بإعادة القوافل إليها، بعد أن انتقلت إلى طرابلس منذ الاحتلال الفرنسي.

توزر

مدينة في جنوبي تونس على مسيرة مائتين وثلاثين ميلا إلى جنوب الجنوب الغربي من مدينة تونس، وعلى مسيرة مائة وعشرين ميلا غربي قابس، وهي على خط عرض 48

54

33 °

شمالا، وعلى خط طول 8

8 °

شرق جرينتش.

واحة توزر.

وتوزر أهم موضع بالجريد ، وهي على المضيق الذي يفصل بين شط الغرس في الشمال وشط الجريد في الجنوب، وهي تلاصق هذا الشط ، وهي مدينة وقرى متناثرة في الواحات الممتدة جنوبا على مساحة مقدارها أربعة أميال مربعة، ومباني المدينة في نظام رتيب، وغالب البيوت مبنية من الآجر المصفف على أشكال هندسية. أما المساكن في الواحات فهي أكواخ مبنية من جذوع الأشجار وسعف النخيل، والأهالي يصنعون البسط والأغطية من الصوف والحرير، بيد أنهم يعتمدون في معاشهم على بساتينهم وأحراج نخيلهم، ويعود الفضل في خصوبة الواحات - وهي أغنى بقاع الجريد - إلى كثير من العيون البالغ عددها أربعا وتسعين ومائة عين، تتفجر غربي كثبان الرمال، ثم تتحد فتؤلف جدولا ينحدر نحو الشط، وتوزع المياه للري بوسائل وصفها البكري في مصنفه «مسالك الأبصار»، ولا تزال هذه الوسائل تستعمل إلى اليوم، ويخرج من أشجار النخيل التي يبلغ عددها حوالي 228 ألف نخلة، تمر مختلف أنواعه، وبخاصة النوع المعروف ب «دقلت نور»، وقد زاد قدر ما تصدره توزر زيادة ملحوظة، بعدما وصلتها سكة الحديد بسفاقس وبقية بلاد المملكة، والسكان بربر مستعربة، وعدد سكان توزر نفسها 11056 نسمة، منهم 10723 مسلمون، 181 يهوديا و152 من الأوروبيين، وذلك وفق إحصاء 1926م.

صفحة غير معروفة