38

ظل إصدار الصحف محرما بها أمدا طويلا، بل إن الطباعة وتجارة الكتب كانت مقيدة وخاضعة للرقابة الإدارية التي نظمت عام 1870م بالمرسوم الصادر لتنظيم الدراسة بالجامع الكبير.

وأخذت جريدة «الرائد الرسمي التونسي» منذ عام 1859م تنشر بعض الأخبار الإدارية، وقد تنشر بعض المواد الأخرى، ثم صدر في 14 أكتوبر 1884م مرسوم أعقبه مرسوم آخر في 16 أغسطس (1887م)، يرخصان بإصدار الصحف الفرنسية والإيطالية والعربية، وظهرت بعد ذلك بعام صحيفتان يوميتان عربيتان هما: «الحاضرة» لأبي شوشة و«الزهرة» للشاذلي، ولا تزال الصحيفة الأخيرة تصدر إلى الآن، وتعد من صحف المحافظين، وإن كانت في أول أمرها تدعو إلى التجديد، وبجانب هاتين الصحيفتين تصدر صحيفة «النهضة» كل يوم ما عدا يوم الاثنين، وأغلب الصحف العربية التونسية الآن أسبوعي: «الزمان» و«لسان الشعب» و«الصواب » و«النديم» و«الزهو»، أما صحيفة «الوزير» فهي شهرية، وكذلك صحيفة «المنير» التي تصدر في غير نظام.

وقد ظهرت أخيرا مجلة شهرية مصورة، تعنى بالتاريخ والأدب واسمها «العالم الأدبي»، غير أن أوسع المجلات الأدبية انتشارا في تونس هي المجلات التي ترد إليها من القطر المصري.

وصدر تقويم يسمى «الرزنامة التونسية» من 1899-1921م، ثم حلت محله نشرة سنوية إدارية تسمى «التقويم التونسي».

وجدير بنا أن نلاحظ تلك الجهود الضائعة في سبيل إنشاء صحافة عربية محلية، كالذي بذل في إنشاء صحيفة «العصر الجديد» في سفاقس، و«القيروان» في مدينة القيروان، بينما نجحت مجلة فرنسية أسبوعية صغيرة، يصدرها بعض المسلمين في سفاقس واسمها «تونس الجديدة» لزهير العياضي، كما انتشرت مجلات أخرى منها «التونسي» لباش حانبا، و«صوت التونسي» للشاذلي خير الله، وقد حلت محل صحيفة «العلم التونسي » التي أخذت بدورها مكان صحيفة «الحر»، ثم أصدر عبد العزيز لروي في أغسطس 1930م مجلة «الهلال»، وفي هذه الصحف التي تصدر كلها بالفرنسية نزعة وطنية إسلامية.

وقد كان لليهود أدب وصحافة باللغة العربية اليهودية، تكتب بحروف عبرية، ولكن هذه اللهجة اندثرت وقضت عليها اللغة الفرنسية، فلم يعد يصدر بها إلا مجلة صغيرة اسمها «الصباح».

ولليهود الآن صحف أسبوعية ثلاث تصدر بالفرنسية «المساواة» وهي محافظة، ثم «العدل» وهي معتدلة، والأخيرة تسمى «الصحيفة اليهودية» وهي أروجها تدعو إلى الصهيونيو، أسسها فلكس ألوش عام 1924م في سفاقس، ثم نقل إدارتها أخيرا إلى مدينة تونس.

مدينة «تونس»

ويقال «تونس»: حاضرة سلطنة تونس، على خط عرض 39

47

صفحة غير معروفة