تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

هلال الصابئ ت. 448 هجري
105

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

محقق

عبد الستار أحمد فراج

الناشر

مكتبة الأعيان

تصانيف

التاريخ
ومهد له من أمر الحضرة ما يجب تمهيده. وقال حامد للرجل: اصدق عما عندك. فذكر مثل ما ذكره حامد عنه، ووصف أن موسى بن خلف اختاره لابن الفرات لأنه من الدعاة إلى الطالبيين، وأن موسى قد كان مضى في وقت من الأوقات إلى ابن أبي الساج في شيء من ذلك. فلما استتم الرجل قوله اغتاظ الخليفة غيظًا شديدًا بان في وجهه، واقبل على أبي عمر فقال: ما عندك فيمن فعل هذا واستجازه؟ فقال: لئن كان فعله لقد ركب عظيمًا، وأقدم على أمر يضر بالمسلمين جميعًا، واستحق كذا بكلمة عظيمة لا أحفظها. قال أبو جعفر: وتبينت في وجه علي بن عيسى كراهيةً لما يجري وإنكارًا لهذه الدعوى وهزؤا بما قيل فيها، فقويت بذاك نفسي، وعطف الخليفة إلي فقال: ما عندك يا أحمد فيمن فعل ما سمعته؟ قلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني عن الجواب. قال: ولم؟ قلت: لأنه ربما أغضب من أنا محتاج إلى رضاه، وخالف رأيه وهواه، واستضررت بذلك ضررًا أتأذى به. قال: لا بد من أن تقول. فقلت: الجواب ما قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ ينَبأ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ". ومثل هذا الأمر الكبير لا يقبل فيه خبر الواحد، والعقل يمنع من قبول مثله على ابن الفرات، لأن من المحال أن يرضى ببياعة ابن أبي الساج، ولعله ما كان يؤهله لحجابته في أيام وزارته. ثم أقبلت على الرجل فقلت له: صف لي أردبيل أعليها سور أم لا؟ فلا شك في معرفتك بذلك مع ما ذكرته من دخولك إياها. واذكر لي باب دار العمارة هل هو حديد أو ملبس أم خشب؟

1 / 115