تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي
الناشر
الدار الأثرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
عمان - الأردن
قال: " [بَينا] (١) أنا جالس هنا -يعني بيته في المدرسة الرّواحية، وقُدَّامه طاقة مشرفة عليها- مستقبل القبلة؛ إذ مرَّ علي شخصٌ في الهواء من هُنا، ومرَّ كذا -يُشير من/ غرب المدرسة إلى [٢١] شرقها-، وقال: قُمْ سافِرْ لزيارةِ بيت المقدس" (٢).
وكنتُ حملتُ كلامَ الشيخِ على سفر العادة، فإذا هو السفر الحقيقي، ثم قال لي: "قم حتى نُوَدِّع أصحابنا وأحبابنا".
فخرجتُ معه إلى القبورِ التي دُفن فيها بعض مشايخِه، فزارهم، وقرأ شيئًا، ودعا، وبكى، ثم زار أصحابه الأحياء؛ كالشيخ يوسف الفقاعي، والشيخ محمد الإخميمي، وشيخنا الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر شيخ الحنابلة.
ثم سافر صبيحة ذلك اليوم، وجرى معه وقائع، ورأيتُ منه أمورًا تحتمل مجلَّدات، فسار إلى (نوى)، وزار القدس، والخليل ﵇ (٣)، ثم عاد إلى (نوى)، ومرض عقب زيارته بها في بيت والده، فبلغني مرضه، فذهبتُ مِن دمشق لعيادته، ففرح ﵀ بذلك، ثم قال لي: "ارجع إلى أهلك".
وودعْتُه وقد أشرف على العافية يوم السبت العشرين من رجب سنة
_________
(١) سقطت من الأصل، واستدركْتُها من "ترجمة الإمام النووي" (ص ٧٤).
(٢) قال ابن شاكر الكتبي في "عيون التواريخ" (٢١/ ١٦٤): "وكان محيي الدين يسأل الله تعالى أن يموت بأرض فلسطين، فاستجاب الله تعالى منه".
(٣) زيارة بيت المقدس رغّب بها الشارع، وضوعف بها الأجر، وأما زيارة الخليل فليس لها أصل مشروع، وليس يقينًا أن خليل الرحمن إبراهيم ﵇ قد دفن هناك، ولا قبور الأنبياء الدين زعموا أن بني إسرائيل أحضرتهم معها من مصر، ولو كانت صحيحة لما جازت الصلاة إليها، ولا في أبنيتها.
1 / 97