تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي
الناشر
الدار الأثرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
عمان - الأردن
فكَأنَّ ابنَ الصَّلاحِ حَاضِرٌ ... وكأنْ ما غَابَ عَنَّا الشَّافِعِيّ (١)
وقال لي شيخُنا العلَّامة حجَّة العرب شيخ النُّحاة أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن مالك الجيَّاني ﵀ وذكر "المنهاج" لي بعد أن كان وقف عليه: "والله لو استقبلتُ مِن عُمري ما استدبرتُ/ لحفظتُه".
وأثنى على حسنِ اختصاره، وعذوبةِ ألفاظه (٢). [٢٠]
****
١٥ - فصل
وكان لا يأخذ من أحدٍ شيئًا، ولا يقبلُ إلَّا مِمَّن تحقَّق دينه ومعرفته، ولا له به عُلْقةٌ (٣) من إقراء أو انتفاع به؛ قاصدًا الخروج من حديث القوس (٤)، والجزاء في الدار الآخرة، وربما أنه كان يرى نشر العلم مُتعيِّنًا عليه، مع قناعة نفسه وصبرها، والأمور المتعيِّنة لا يجوز [أخذ] (٥) الجزاء عليها في الدَّار الدُّنيا، بل جزاؤه في الدَّار الآخرة
_________
(١) الأبيات في "تاريخ الإسلام" (ورقة ٥٧٨)، و"ترجمة الإمام النووي" (ص ١٦)، و"المنهاج السوي" (ص ٥٨)، و"تاريخ ابن الفرات" (٧/ ١١٠)، و"عيون التواريخ" (٢١/ ١٦٤)، و"ذيل مرآة الزمان" (٣/ ٢٨٨).
(٢) نقله عن المصنِّف: السيوطي في "المنهاج السوي" (ص ٥٨).
(٣) تعلُّق وارتباط.
(٤) يشير المصنِّف إلى حديث: "من أخذ على تعليم القرآن قوسًا؛ قلَّده الله قوسًا من نار يوم القيامة".
وهو حديث صحيح، أسهب شيخنا الألباني في الكلام عليه في "السلسلة الصحيحة" (رقم ٢٥٦)، و"الإرواء" (رقم ١٤٩٣)، فراجعهما.
(٥) ما بين المعقوفتين من هامش الأصل.
1 / 95