تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي محيي الدين
الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه الطاهرين.
أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد: فلما كان لشيخي وقدوتي إلى الله تعالى؛ الإمام الرباني أبي زكريا يحيى بن شرف الحزامي النواوي -تغمده الله برحمته، وأسكنه جنات النعيم، وجمع بيني وبينه في دار كرامته إنه جواد كريم- عليَّ من الحقوق المتكاثرة، ما لا أطيق إحصاءها؛ بعثني ذلك على أن أجمع كتابًا في بعض مناقبه، ومآثره، وكيفية اشتغاله، وما كان عليه من الصبر على خشونة العيش، وضيق الحال، مع القدرة على التنعُّم والسعة في جميع الأحوال، على عادة أئمة الحديث في ذلك؛ ليكون سببًا للترحُّم عليه، والدعاء له، وفَّقنا الله لما وفقه، ورزقنا ما رزقه.
فقد رُوِّينا بالإسناد إلى سفيان بن عيينة أنه قال: "عند ذكر الصالحين تتنزّل الرحمة" (١).
_________
(١) أخرجه أحمد في "الزهد" (ص ٣٩٤) ومن طريقه الهروي في "ذم الكلام" (رقم ٩٦٤) وابن المقرئ في "المعجم" (رقم ١٥٣) وأبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٢٨٥) =
1 / 37