تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي
الناشر
الدار الأثرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
عمان - الأردن
كُنْتَ للعِلْمِ يا (أبا زٌكَريّا) ... وعاءً وللنوائِبِ [الحادثات] (١) ذُخْرا
عالِمًا عامِلًا وكَمْ رَبِّ عِلْم ... يَعِظُ النَّاسَ وهُو بالوَعْظِ أَحْرى/ [٦٤]
كُنْتَ للناسِ في المُلِمَّاتِ ذُخْرًا ... أعْظَمَ اللهُ فيكَ للناسِ أجْرا
وسَقَتْ قَبْرَكَ السحائِبُ مِمَّا ... وَسَقَتْ مِن بِحارِ ذي العَرْشِ قَطْرا
لِتَفوحَ الرِّياضُ حَوْلَكَ طِيْبا ... مِثْلَ ما فاحَ طِيْبُ ذِكْرِكَ عِطْرا
ورثاه الحُسين بن صدقة الموصلي (٢) -عفا الله عنه-:
خَطْبٌ ألَم وهَتْ لَهُ الأصْلادُ (٣) ... وتَفَطَّرَتْ بهُجومِهِ الأطْوادُ
وهَمَتْ عُيونُ أوْلي النُّهَى بمَدامعٍ ... مُنْهَلَّةٍ وتَصَدَّعَتْ أكْبادُ
هذا أوانُ المَوْتِ فِيما بَيْنَنَا ... مُتَخَيِّرٌ فكأنهُ نَقَّادُ
ذَهبَ الإِمامُ العالِمُ الحَبْرُ الذي ... كانَتْ تُحَصِّلُ نَفْعَهُ العُبادُ
تَبْكِيكَ يا (يَحْيى) الفَتَاوى دَائِمًا ... والسُّنَّةُ البَيْضاءُ والإِسنادُ
يا أيُّها الناعِي إِلَيْنا سَيِّدًا ... فيهِ جِدالٌ باهِرٌ وجِلادُ
مَنْ للمَسائِلِ بعْدَهُ إِنْ أَشْكَلَتْ ... وبِمَنْ سِواهُ يَقْتَدي الزُّهَّادُ
ما زالَ بالمَعْروفِ فِيْنا آمِرًا ... ولَنا بنورِ عُلومِهِ إِرْشادُ
يا (مُحْيى الدِّينِ) الحَنيفِ سقا ثرىً ... واراكَ مِن كَرَمِ الإِلهِ عِهَادُ (٤)
وأَباحَكَ الحُسْنَى وحُسْنَ جِوارِهِ ... مَعَ أهْلِهِ وزِيادةً تُزْدادُ/
ورثاه بعضُ المحبِّين أَيضًا (٥) /: [٦٥]
(١) كلمة ساقطة من الأصل، ولا يستقيم وزن البيت إلا بها. (٢) انظر ترجمته في "الدرر الكامنة" (٢/ ٥٦). (٣) (الأصلاد): جمع صلد: الصلب الأملس الشديد، والصخرة العريضة الملساء. (٤) العِهاد: المطر. (٥) انظر "ترجمة الإمام النووي" (ص ٧٦).
1 / 139