تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي
الناشر
الدار الأثرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
عمان - الأردن
تَبْكِيهِ دارٌ للحَدِيثِ وأَهْلُها ... لخلوها من فضله المعتاد
لَمْ يَبْقَ بَعْدَكَ للصُّحيحِ مُعَرِّفٌ ... قد كنت فيه جهبذ النقاد
مَنْ ذا يُبَيِّنُ مُرْسَلًا مِن مُسْنَدٍ ... أو من حيث عد في الأفراد
أوْ كانَ مَقْطوعًا ضَعِيفًا مُعْضَلًا ... أو كان موضوعًا لذي إلحاد
أوْ مَنْ يُبَيِّنُ مُنْكَرًا في مَتْنِهِ ... أو من يعرف علة الإسناد
مَنْ ذا لِدَفْع المُنْكَراتِ وقَدْ غَدَتْ ... بين الأنام كثيرة الترداد
أَنْهَكْتَ جِسْمَكَ بالصِّيام مُواظِبًا ... وسهرت غير ممتع برقاد
تشْفي النفوسَ إذا أجَبْتَ سُؤالَ مَن ... يلقي عليك دقائق الإيراد
وزَهَدْتَ في الدُنْيا وفي لَذاتِها ... فكتبت عند الله في الزهاد
تَبْكِيهِ جامِعُ جِلَّقٍ لَما خَلا ... منه تهجده على الآباد
يا حَبذا تِلكَ الخلائِقُ والنُّهَى ... ما كان أبردها على الأكباد
ونَصَرْتَ دينَ اللهِ وَحْدَكَ جَاهِدًا ... ودفعت عنه شبهة المراد (١)
حَتى حَصَلْتَ على عُلوم جَمةٍ ... ونشرت أخبار النبي الهادي
بالواضِحاتِ مِن الأدِلةِ جُلُّها ... نص القرآن بذهنك الوقاد
[٥١] أوحِشْتِ جِلَّقُ إذ فَقَدْتِ وَأَهلها ... من بعد أنس خالص ووداد/
تَبْكيهِ صَحْبٌ كانَ يَجْمَعُ شَمْلَهُم ... فيه بشرح شارح لفؤاد
يا حَبذا مِنْ مُسْتَشارٍ ناصِحٍ ... بمشورة تأتي بكل رشاد
قَدْ كُنْتَ عَيْنًا للبلادِ وأهْلِها ... تسقي بك الأرضون عند جماد
قَدْ كُنْتَ نورًا للْبَلادِ وأَهْلِها ... قد عاد بعدك مبدلًا بسواد
فَبَكَيْتُهُ لَما ثَوى بِثَرَى (نَوَى) ... ونأى فقد أصمى صميم فؤاد
فَلَقَدْ سُلِبْناهُ وبُدِّلَ قُرْبُه ... لما حواه لحده ببعاد
قَدْ كَان تُسْلِيْنا مَجِالِسُ عِلْمِهِ ... عن سالف الآباء والأجداد
أَتُرَى تَعُودُ لَنا لَيالِي أُنْسِكُم ... هيهات لكن ذاك يوم معادي
(١) (المُرَّاد): جمع مارد، الطَّاغية والعملاق.
1 / 128