123

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

محقق

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

الناشر

دار العصمة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٠ هـ/١٩٩٠م

[الأنفال: ٣٩] . والفتنة: الشرك. وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ﴾ . الآية [المائدة: ٧٢] . وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ . [النساء:٤٨] . ومن المشتهر عندهم أن تعليق الحكم بالمشتق يؤذن بالعِلِّية. وهذا الأحمق زاد قيدًا فقال: "لا يشرك إلا من قصد واعتقد الاستقلال من دون الله". وفي تلبية المشركين في الجاهلية: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك"١. فهؤلاء لم يدَّعوا الاستقلال. وعلى زعم هذا ليسوا بمشركين. وقوله: (وهذا نداء لا دعاء) من أدل الأشياء على جهله، وعدم ممارسته لشيء من العلم وإن قَلَّ، فإن النداء هو رفع الصوت بالدعاء، أو الأمر، أو النهي، ويقابله النجا الذي هو المسارَّة وخفض الصوت. هذا بإجماع أهل اللغة، كما حكاه ابن القيم في "نونيته" وشيخ الإسلام في "تسعينيته" وليس قسيمًا للدعاء كما ظنه الغبي. قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ﴾ . الآية [الكهف: ٥٢] . ما فعلوه عين ما أمروا به، وكفى بهذه الآية حجة على إبطال قوله. وقال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ﴾ . [الأنبياء:٨٣] .

١ أخرجه مسلم في صحيحه –كتاب الحج- ٢/ ٨٤٣ عن ابن عباس –﵄ قال: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك. قال: فيقول رسول الله ﷺ: "ويلكم قدِ قدٍ". فيقولون: إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك. يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت.

1 / 129