101

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

محقق

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

الناشر

دار العصمة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٠ هـ/١٩٩٠م

وفيها: برهان ما جاءت به الرسل من الأمر بالعبادة. وأن الرب الذي عمت ربوبيته جميع خلقه هو المستحق أن يعبد. وأن العبد المربوب ولو علت درجته كعيسى وغيره من الرسل أو الملائكة لا يكون شريكًا لربه ومالكه ﴿ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ . الآية [الروم:٢٨] . والقرآن كله يدل على هذا، ولكن من عادة القرآن مراعاة١ ما تقتضيه الحال، فيطنب في محل الإطناب، ويوجز في محل الإيجاز، والبلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال. فظهر أن آية سورة فاطر التي أوردها دالة على ما دل عليه سائر الآيات، وأن فيها من العموم المستفاد من الصلة ما لا يتأتى معه التخصيص، وأن ما تقدم من الآيات دال على ذلك يعضد مفهوم من أوردها في المنع من دعاء الصالحين.

١ في "أ" و"جـ": "مراعات".

1 / 106