نعم! فقد حصل من سياق هذه المقدمة صفة بيعة مولانا صفي الدين -أطال الله بقاه- ودعوة مولانا أمير المؤمنين -أطال الله بقاه-، وكان مولانا -عليه السلام- في حصن ضوران المحروس بالله، بعد أن طلع من تعز العدنية وجهاتها ومولانا عز الإسلام محمد بن الحسن-أطال الله بقاه- في محروس مدينة إب فأما الإمام -عليه السلام- فإنه لما وصله الخبر بوفاة الإمام [المؤيد] -عليه السلام- عقب الزوال من يوم الأحد سلخ رجب الأصب، أو غرة شعبان عام أربع وخمسين وألف[1644م] عظم عليه الخطب، وحل لديه الكرب، فدخل منزله وخلى بنفسه، وطفق ينظر في أمره وقد رأى أن دعوة صنوه الصفي غير راجعة إلى شروط الإمامة المعتبرة، وإنما مركزها النظر في الحادثة، وعظم عليه الشقاق والوفاق وأن الإمامة من أصول الدين واستمرار التكليف بها إلى يوم الدين، ولا عذر عن التزامها لجميع المكلفين. فقام لذلك وقعد، وأتهم وأنجد، وحل وعقد، وقد اجتمع إليه العيون من العلماء الفضلاء، فيهم سيدنا القاضي العلامة الحبر الفهامة وحسنة الدهر صارم الدين إبراهيم بن حسن العيزري الأهنومي ، والقاضي العالم المحقق عزالدين محمد بن صلاح السلامي ، والقاضي العلامة صلاح الدين بن علي الوشاح الحاكم الآنسي ، وغيرهم، فنصوا عليه، ووجهوا أمر الخلاقة إليه، وسيأتي إن شاء الله تعالى الدليل على استحقاقه المقام بما هو كالضياء من الظلام، والله الموفق والمسدد.
صفحة ٩٩