ومن عجيب ما رأيت بعض بعد صلاة المغرب وقد ملت إلى جنب جدار الإيوان، فقعد إلى جانبي أحد العلماء المذكورين، فقلت له: يا سيدي قد ورد أن بعض أهل الكتاب الأول قال: (ما كنتم يا معشر العرب إذا هلك أمير تأمرتم بآخر ما زلتم بخير) رواه العامر بن مسلم، فقال لي: وا عجبا لك ترى هذا الأمر يتم؟ فقلت: وكيف ذلك؟ فقال: لا يأتي جواب بتمام من جميع البلاد أو ما ترى الحاضرين ومقالهم فكيف بمن غاب! ولكن والتفت إليه مولانا أحمد، وقال: الله يعينه الله يلاطفه فقد وقع في ورطة! أو كما قال. ثم قال أيضا: إذا جعل له لقبا، فليقل المفوض إلى الله! وهو حينئذ (لم يكن قد كتب) اسمه في قليل أو كثير، فكان كما قال: من خرج من شهارة ما عاد إليها!.
صفحة ٩٧