[تدبيره]
وأما تدبيره النافع فلا أعظم وأجلى المعلومات المشاهدة من الإعتراض عليه من ذوي الحنكة والتدبير في تدبيره ولا جرى للمعترض لسان في تهجين أموره مع كثرة من يريد ذلك، وهذه النبذة كافية والله أعلم.
وأما سخاؤه فأظهر من الملوان ، ومما لا يختلف فيه إنس ولا جان، ومن عرف سير الأئمة -عليهم السلام- وجده سابقا لكثير منهم -صلوات الله عليهم- فما أحقه بما قيل في جده أمير المؤمنين -عليه السلام-:
أمواله للسائلين غنيمة .... وله بأخذهم لها استغنام
وبما قيل في مثله من الأئمة -صلوات الله عليهم-:
سألت عنه فقالوا ليس سلمه .... إلا بأمرين مشهورين فأعترف
سخاء كف وإن لم يبق باقية .... وبذل روح ولو أدى إلى التلف
وقد ذكر طرفا مما يدل على ما رواه من ذلك أن صاحب البصرة حصل بينه وبين ابن أخ له يسمى فتحي باشا من ملوك العجم اختلاف فوصل إلى الإمام -عليه السلام- في عام إحدى وستين أو اثنتين وستين [وألف] [1650م] ويريد العود إلى ديار الروم لمنازعة أخيه فأعطاه -عليه السلام- مالا يضبطه الواصفون بعدد، من ذلك أن حي السيد العلامة محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين-رحمه الله- أرسل من المخاء إلى الإمام -عليه السلام- بنفايس من جميع الأجناس التي لا يقدر الحاكي تقديرها ولا قيمتها، فأرسلها الإمام -عليه السلام- نحو (ألفها وخواتمها) إلى الباشا في ساعة واحدة، فقال حي السيد -رحمه الله-: إنا جمعناها في كذا سنين، وخرجت لهذا في وقت واحد.
صفحة ١١٧