============================================================
-خذ هذا قرضا من عندي تؤديه إلى صاحب المال إلى أن تبيع أنت حلي بناتك بحيث لا يشعر أحد.
ففرخ الإمام ورجع إلى داره والمال يحمل بين يديه، وهو يحمد الله تعالى ويدعو لعفان فلما كان بالغداة جاء المودع، صاحب المال، فأعطاه إياه، فقال: -أيها الإمام هذا ليس عين وديعتي، وإن كان الوزن (أ) والعدد واحدا، ولكنني لا آخذه حتى تخبرني بما غيرت مالي وماذا ألجأك إلى هذا.
فأخبره بالقصة على وجهها، فقال المودع : - أيها الشيخ : أما الوديعة فحق الله تعالى، كنت أطلب له مستحقا، وقد وجدتك، فالمال حقك، ولا شكر إلا لله تعالى.
ففرح الرجل وأهل بيته، وحمذوا الله تعالى، فخرج الإمام وحمل المال إلى عفان وأخبره بالخبر. فقال له عفان، الحمد لله الذي أراح سرك ووسع عليك.
إن هذا المال لم أخرجه إليك ليرجع إلي، وإنما أخرجه هبة لك لأجل الله تعالى: فصار الإمام من الأغنياء ببركة عفان، وكم لعفان مثل هذا وأكثر منه، سرا وعلانية وأمر عفان مشهور بمصر وفي جميع المغرب على السن المسافرين، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين(372)، فهو ميت خير من الملوك الأحياء الذين خلون بالدنيا على أنفسهم، حكم الله لنا ولجميع المسلمين بالخير في الدنيا والآخرة.
الاو ن ختم هذا الكتاب بحكاية عجيبة في أمر أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وهي من أعجب الحكايات في قصة قبره عليه السلام، (أ) تكرار كلمة الوزن في الأصل: (272) الترآن (النوبة - الآية 121) .
189
صفحة ١٦١