============================================================
الشمس فيستوى البحران ثم يعلو البحر الأسود فيعود الماء يجري في مجمع البحرين إلى بحر الروم إلى نصف الليل ثم ينصب أيضا في البحر الأسود إلى الصباح، يمد ويجزر كل يوم وكل ليلة مرتين. ذلك تقدير العزيز العليم.
وقد سئل عليه السلام، عن المد والجزر فقال: "ملك على قاموس البحر إذا وضع رجله فيه فاض، وإذا رفعه غاض، ويخرج فن البحر الأسود، الا اما يعرف بالأسود لأن ماءه في رؤية العين، كالحبر الأسود. فإذا أخذ الانسان المه في يده، فهو أبيضن صاف، إلا أنه أمر من الصبر، مالح شديد الملوحة.
فاذا صار ذلك الماء في بحر الروم، تراه أخضر كالزنجار. والله أعلم لأي شيء في ذلك.
وكذلك [يوجد) أيضا في بحر الهند خليج أحمر كالدم، وبحر أصفر كالذهب، وخليج أبيض كاللبن، وخليج أزرق كالنيل، والله أعلم، من أي تشيء تتغيرهذه الألوان في هذه المواضع، والماء نفسه أبيض، صاف كسائر المياه.
ويخرج من البحر الأسود أنواع السمك الكبار، يبعث الله عز وجل سباعا المن سباع البحر، فيخرجونها، وإلا فلا عدد لها، يخرجونها في مجمع البحرين (وا يصطادها الناس، وهي أنواع كثيرة [تزن] السمكة الواحدة مائة من ومئتا ال من أو أكثر أو أقل. ولولا أن الله عز وجل يسلط عليها سباع البحر لما خرجت فيخرجها رزقا لعباده: ويخرج الله تعالى من البحر الأسود سمكا كبارا كالجبال يتبعها سمك أكبر امنها ليأكلها، فتفر من بين يديه فتعبر في مجمع البحرين، وتأتي السمكة الكبرى التعبر في طلبها فيضيق عنها مجمع البحرين لكبرها وعظم جسدها، فترجع إلى البحر الأسود، وعرض مجمع البحرين ثلاث فراسخ. ولقد كنت في مجمع البحرين في سفينة فخرجت سمكة من البحر، مثل الجبل العظيم، فصاحت صيحة لم أسمع قط أوحش منها، ولا أهول ولا أقوى منها فكاد أن ينخلع (ا) (1) في (م) ينخل.
صفحة ١١٨