تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة
محقق
لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب
الناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت
تصانيف
من شدة وجد أمه من بكائه ".
(باب ما على الإمام)
(من الصحاح):
" قال أنس: ما صليت خلف إمام قط أخف صلاة ولا أتم " الحديث.
(تخفيف الصلاة مع إتمامه): أن يأتي بجميع الفرائض والسنن، ويقتصر على قراءة أوساط المفصل وقصاره ونحوهما، ويلبث راكعا وساجدا ريثما يسبح ثلاثا.
وقوله: " فيخفف مخافة أن تفتن أمه " أي: يقطع قراءة السورة ويقتصر على بعض ما قصد قراءته، ويسرع في أفعاله، وهو بمعنى قوله ﵇ في الحديث الذي بعده:" فأتجوز" أي: فأخفف، كأنه تجاوز عما كان يقصده ويفعله لولا بكاء الصبي، والفتن: الابتلاء، والمراد به هاهنا: التشوش والحزن، بدليل قوله في الحديث الثاني: " مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه "أي: حزنها.
قيل: فيه دليل على أن الإمام إذا أحس بداخل يريد الصلاة معه، وهو في ركوعه أو تشهده الأخير جاز له أن ينتظر لحوقه راكعا ليدرك الركعة، أو جالسا ليدرك فضل الجماعة، لأنه لما جاز له أن يقتصر صلاته لحاجة غيره في أمر دنيوي كان تطويله لها لأمر العبادة بالجواز أحق وأولى.
ويؤيده: ما روي عن عبد الله بن أبي أوفى بإسناد غير متصل: " أنه
1 / 344