324

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

محقق

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

تصانيف

أحدهم أنه لو حضر وقت العشاء لحصل له حظ دنيوي لحضره، وإن كان خسيسا حقيرا، ولا يحضر للصلاة وما رتب عليها من الثواب، ويجوز أن يراد بالعشاء: الصلاة، أي: لو علم أنه لو حضر الصلاة وأتى بها لحصل له نفع ما دنيوي من مأكول كعرق أو غيره كمرماتين لحضرها، ولا يحضرها لقصور همته على الدنيا وزخارفها مما يتبعها من مثوبات العقبى ونعمها. وقيل: المراد بالمرماة: ظلف الشاة، سمي بذلك لأنه يرمي به، وقيل: المرماة: العظم الذي لا لحم عليه، والحسن والحسن: العظم الذي في المرفق مما يلي البطن، والقبيح والقبح: العظم الذي في المرفق مما يلي الكتف، فعلى هذا يكون (حسنتين) بدلا من (مرماتين) لا صفة، والمعنى: التوبيخ، أي: لو دعي أحدهم إلى مثل هذا الشيء الحقير لأجاب ولا يجيب إلى الصلاة.
وقوله:" فأحرق عليهم بيوتهم " يدل على وجوب الجماعة، وقد اختلف العلماء فيه، وظاهر نصوص الشافعي تدل على أنها من فروض الكفايات، وعليه أكثر أصحابه، لقوله ﵇:"ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا يقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية " أي: الشاة البعيدة من السرب والراعي و(استحوذ الشيطان): وهو غلبته وإنما يكون بما يكون معصية، كترك الواجب دون السنة، وذهب الباقون منهم إلى أنها سنة وليست بفرض، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك، وتمسكوا بالحديث السابق.

1 / 332