تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة
محقق
لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب
الناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت
تصانيف
وقوله: "أشد ما تجدون من الحر": خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك أشد وتحقيقه: أن أحوال هذا العالم عكس أمور ذاك العالم وآثارها، فكما جعل مستطابات الأشياء وما يستلذ به الإنسان في الدنيا أشباه نعائم الجنان ومن جنس ما أعد لهم فيها، ليكونوا أميل إليها وأرغب فيها، ويشهد لذلك قوله تعالى: ﴿كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل﴾ [البقرة:٢٥] = جعل الشدائد المؤلمة والأشياء المؤذية نموذجا لأحوال الجحيم وما يعذب به الكفرة والعصاة، ليزيد خوفهم، وانزجارهم عما يوصلهم إليه، فما يوجد من السموم المهلكة فمن حرها، وما يوجد من الصراصر المجمدة فمن زمهريرها، وهو طبقة من طبقات الجحيم، ويحتمل هذا الكلام وجوه أخر، والله ﷾ أعلم بالحقائق.
١٧٥ - ٤١٥ - وقالت عائشة ﵂: كان رسول الله ﷺ ليصلي الصبح،فتنصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس.
" وقالت عائشة ﵂: كان رسول الله ﷺ ليصلي الصبح، فينصرف النساء " الحديث.
(التلفع): شد اللفاع، وهو ما يغطي الوجه، و(المروط) جمع: مرط بالكسر، وهو كساء من صوف أو خز يؤتزر به، والمعنى: أنهن
1 / 238