فصل ذكر عزم مولاناالسلطان أعزالنه أنصاره على مفارقة الدبيار المصرية
وقد ذكرنا أن مولانا السلطان أعز الله نصره سثمت نفسه الشريفة تغلب أولثك المتغلبين وتعصب من كان معهم من المتعصبين وخروجهم عن وضمع المتأدبين. فلما كان فى هذه السنة ، خطر بباله أن يوفر خاطره ن الإنكاد ويريح فكره من ملابسة الأضداد ويتزحرح لهم عن الرتبة ويخلى ال بينهما وبين تلك العصبة إذ لم تكن المملكة عنده تساوى نكد الخاطر يوما من الأيام، فكيف إذا كان مستمرأ على الدوام . فلما كان وقت الصيد خرج من القلعة إلى بلاد الجيزية وغيرها متصيدا وبقى فى الصيد متلذذا ومتر ددأ إلى أن كان العاشر من شعبان المكرم ، عاد إلى القلعة وقد نوى بضميره أنه لابد مسيره. وكان ذلك من صواب تدبيره ولطف الله به فى آموره، فأظهر قصد الحجاز الشريف لقضاء المفترض وجعله سببا لبلوغ الغرض لكيما يكون توجهه بسكون ولا يضطرب بسبه المسلمون، وأمر بإعداد الرواحل ال والأزواد وتجهيز الأهبة التى يتعين لها الإعداد ، وسأله الأمراء فى تأخير الحركة، فلم يصغ لسؤالهم ، وكرروا عليه الأقوال، فلم يعبأ بأقوالهم شعر:
إذا هم لم يردع عزيمة همه
ولم يأت ما يأتى من الأمر هائا
ولم يستشر فى آمره غير نفسه
ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا
قال الراوى : ولما قوى عزم السلطان قولا جزما على السفر وأمرا حتما اتفق أن اجتمعنا بوما من الأيام عند سيف الدين سلار والركن أستاذ الدار فى ايوان النيابة وأجرينا حديث السفر . وقالا : ربما يعزم على الإقامة بالكرك،
صفحة ١٨٧